مراكش.. خبراء يناقشون الابتكار ومقاومة الأمراض المعدية

هبة بريس – مراكش

ناقش أطباء وباحثون وأخصائيون ومسؤولون مؤسساتيون خلال أشغال المؤتمر الـ23 لجمعية محاربة الأمراض المعدية، أمس السبت بمراكش، الابتكارات والتحديات الراهنة في مجال الأمراض المعدية، باعتباره مجالا يوجد في صلب انشغالات الصحة العمومية بالمغرب وعلى الصعيد الدولي.

وشكل هذا الحدث العلمي، المنظم حول موضوع “الابتكارات والتحديات الراهنة في مجال الأمراض المعدية”، منصة للتبادل حول التقدم الطبي، ومقاومة مضادات الميكروبات الناشئة، وكذا استراتيجيات الوقاية والتكفل بالأمراض المعدية في سياق ما بعد الوباء.

وتم التأكيد خلال هذا المؤتمر على ضرورة إدماج الذكاء الاصطناعي، ومعطيات البحث وديناميات التكوين المستمر، من أجل استشراف مخاطر العدوى، وتعزيز صمود أنظمة الصحة.

وفي كلمة بالمناسبة، أشاد الكاتب العام لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، محمد خلفاوي، بهذه المبادرة العلمية، مؤكدا على أهمية البحث التطبيقي في علم الأمراض المعدية ودوره الحاسم في الوقاية من الأمراض الناشئة ومعالجتها.

وشدد أيضا، على ضرورة توحيد الجهود بين الجامعات والمستشفيات ومراكز البحث من أجل إرساء حلول تتلاءم مع الخصوصيات الوبائية للمغرب، داعيا إلى دعم أكثر للباحثين الشباب في هذا المجال الإستراتيجي.

من جانبه، أشار الرئيس المؤسس لجمعية محاربة الأمراض المعدية وعميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، البروفيسور سعيد الزوهير، إلى أن هذا المؤتمر يؤشر لمرحلة هامة في تعزيز دعائم مجتمع علمي وطني، ملتزم ويتمتع بالكفاءة في مواجهة التحديات المرتبطة بالأمراض المعدية الحالية.

وأبرز أن “هذا الموعد السنوي يشكل فضاء فريدا للتفكير حول التحديات التي نواجهها، سواء تعلق الأمر بمقاومة المضادات الحيوية، أو بروز بعض الأمراض من جديد أو تحديات المراقبة الوبائية”، مشيرا إلى أن تبادل الآراء بين الخبراء الوطنيين والدوليين يتيح تقاطع المعارف، وتقاسم الممارسات الجيدة وبناء استراتيجيات صحية مستدامة.

من جهة أخرى، أبرز المشاركون في هذه التظاهرة العلمية، أهمية تعزيز التعاون بين الباحثين والأطباء وعلماء الأحياء والبيانات من أجل الاستفادة الكاملة من مساهمات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأوبئة، وتحسين بروتوكولات العلاج وتخصيص المقاربات العلاجية.

واعتبروا أن تطابق هذه المعارف سيمكن من بناء طب دقيق أكثر نجاعة وتفاعلية في مواجهة الطفرات المستمرة في العوامل المسببة للأمراض.

كما شددوا على ضرورة خلق منظومة وطنية للبحث موجهة نحو الابتكار البيوطبي، عبر تثمين المواهب المحلية وتسهيل الولوج إلى التمويلات، مقترحين تطوير البنوك الحيوية ومنصات اليقظة الصحية وبرامج التكوين المستمر في مجال الأمراض المعدية كرافعة استراتيجية لاستشراف الأزمات الصحية المستقبلية وضمان الإستجابة الملائمة والسريعة والمنصفة.

وتضمن برنامج اللقاء ورشات موضوعاتية، ولقاءات وجلسات عامة تناولت استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأمراض المعدية، والأدوات الجزيئية الجديدة والاختبارات السريعة في تشخيص الالتهابات الفيروسية، واستراتيجيات التطعيم ضد الفيروسات الناشئة، بالإضافة إلى إدخال المضادات الحيوية الجديدة في المغرب وتأثيرها على التكفل بالمرضى.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى