مجزرة ثياروي في السنغال .. مطالب باعتذار فرنسا وفتح تحقيق عادل
تتجدد المطالبات في فرنسا والسنغال للكشف عن الحقيقة كاملة بشأن الحادث المروع الذي أودى بحياة عشرات الجنود السنغاليين على يد الجيش الفرنسي خاصة مع اقتراب الذكرى الثمانين لمجزرة ثياروي، التي وقعت في ديسمبر 1944،
كانت هذه المذبحة، التي وقعت في ثكنة ثياروي قرب داكار، إحدى أبشع جرائم الاستعمار الفرنسي في أفريقيا، حيث تم إعدام الجنود السنغاليين الذين كانوا قد شاركوا في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، بينما كانوا يطالبون بتعويضات حرب عالمية ثانية.
يعتبر بيرام سنغور، نجل أحد الضحايا، من بين الذين يواصلون الكفاح من أجل العدالة حيث يطالب الحكومة الفرنسية بالاعتذار والتعويض عن هذه الجريمة.
وعلى الرغم من الاعتراف الرسمي الأخير بستة من الضحايا، لا يزال بيرام سنغور ونشطاء آخرون يسعون لتحقيق العدالة للضحايا الذين راحوا ضحية هذه الجريمة المروعة.
في الوقت نفسه، تزداد الضغوط على فرنسا للكشف عن الوثائق المتعلقة بالمجزرة. في حين تروج باريس بأنها قد قدمت لداكار جميع المحفوظات المتعلقة بالحادثة منذ عام 2014، فإن هناك شكوكاً في وجود وثائق سرية قد تُخفي حقائق جديدة وتسلط الضوء على الجرائم الاستعمارية الفرنسية.
قامت بعثة سنغالية تضم مؤرخين وأخصائيي أرشيف إلى فرنسا للبحث في الأرشيفات المخفية، في محاولة للكشف عن المزيد من التفاصيل حول المجزرة.
وفي فرنسا، يواصل عدد من النواب المطالبة بفتح تحقيق شامل في ما جرى في ثياروي. قبل أيام قليلة من إحياء الذكرى، دعت مجموعة من النواب الفرنسيين إلى تشكيل لجنة تحقيق لتسليط الضوء على هذا الفصل الدموي من التاريخ الاستعماري.
وتلقى هذه المطالب دعمًا من بعض النواب من المعسكر الرئاسي، رغم أن معظم التأييد جاء من الأحزاب اليسارية.
بينما تحتفل السنغال بذكرى هذه الجريمة، يستمر النقاش حول كيفية التعامل مع الماضي الاستعماري، في وقت يشهد فيه العالم زيادة في الدعوات لتقديم الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها القوى الاستعمارية.