ماهي استراتيجية الوزير قيوح حول النقل المزدوج بالمناطق القروية ؟؟

هبة بريس- عبد اللطيف بركة 

يعاني قطاع النقل المزدوج في المغرب من العديد من الإكراهات التي أثرت على فعاليته في نقل المواطنين، وخاصة في المناطق القروية والنائية. يتمثل أبرز هذه الإكراهات في الفوضى التي يشهدها القطاع، مما يجعل الوضع في تدهور مستمر، ويؤثر بشكل كبير على سكان المناطق القروية الذين يعتمدون بشكل أساسي على هذا النوع من النقل.

إكراهات القطاع:

تعدد التدخلات الإدارية:

قطاع النقل المزدوج يتوزع بين وزارتين وصيتين، هما وزارة النقل واللوجستيك ووزارة الداخلية، مما يؤدي إلى تعقيد الإجراءات. فمن جهة، نجد أن اللجان الإقليمية المعنية بإصدار الرخص تتأخر في إصدار هذه الرخص بسبب عدم تنسيق فعال بين الوزارتين، مما يعمق أزمة النقل المزدوج.

النقل السري:

يشكل النقل السري أحد الظواهر السلبية المرتبطة بالنقل المزدوج، حيث يضطر بعض المواطنين لاستخدام وسائل نقل غير قانونية بسبب نقص الرخص النظامية أو طول فترات الانتظار للحصول عليها. هذا الوضع لا يشوه صورة القطاع فحسب، بل يعرض حياة المواطنين للخطر، كما في حالات الحوادث المرتبطة بالنقل السري.

العشوائية في منح الرخص:

هناك تقارير تشير إلى أن بعض الرخص يتم منحها بصورة عشوائية، حيث يحصل عدد كبير من الرخص على يد “ميسوري الحال” الذين يكتريونها، رغم أن هذا ممنوع قانونًا. هذا الوضع يؤدي إلى تهميش المهنيين الحقيقيين في القطاع.

استراتيجية وزارة النقل لإصلاح القطاع:

في ظل هذه الإكراهات، يسعى وزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح إلى إصلاح الوضع من خلال مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين أداء القطاع. الوزير شدد على ضرورة تحسين شروط العمل في قطاع النقل المزدوج دون التأثير على مصالح مهنيي سيارات الأجرة بنوعيها. كما دعا إلى تسريع وتيرة إصدار رخص النقل المزدوج بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بهدف القضاء على الفوضى الموجودة وتقديم خدمات أفضل للمواطنين.

وتتمثل رؤية قيوح في ضرورة إزالة العراقيل التي تواجه المهنيين، مثل التأخير في إصدار الرخص، من خلال العمل على هيكلة القطاع وتقنينه بشكل أكثر فاعلية. الوزير أكد أن ذلك سيؤدي إلى تقليص ظاهرة النقل السري، ويضمن نقلًا آمنًا ومنظمًا.

دور القطاع في المناطق القروية:

قطاع النقل المزدوج له أهمية كبيرة في العالم القروي، حيث يعد الوسيلة الأساسية التي يعتمد عليها المواطنون في التنقل بين القرى والمدن. وبناءً على ذلك، فإن أي خلل في هذا القطاع يؤثر بشكل مباشر على حياة الناس في هذه المناطق. نقل المواطنين إلى مراكز العمل، التعليم، والمرافق الصحية يشكل جزءًا أساسيًا من تحسين ظروفهم المعيشية.

في نفس السياق يرى مهنيوالنقل المزدوج، إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع في المناطق النائية، نظرًا لحجم الخدمات التي يقدمها ووجود عدد كبير من سيارات النقل المزدوج في الأقاليم القروية مثل إقليم تارودانت وأقاليم اخرى من المملكة.

التحديات المستقبلية:

إذا كانت استراتيجية الوزارة ستتطلب التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، فهناك حاجة إلى إجراء إصلاحات هيكلية تضمن إشراك المهنيين في اتخاذ القرارات الخاصة بإصدار الرخص وتطوير شبكة النقل. كما يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بإزالة العراقيل الإدارية وتطبيق إجراءات قانونية صارمة للقضاء على ظاهرة النقل السري وذلك باستفادة مزاوليه من التراخيص وفق دفتر تحملات.

في الختام، يبدو أن إصلاح قطاع النقل المزدوج في المغرب هو خطوة حيوية لتحسين جودة الحياة في المناطق القروية، وفي حال تم تنفيذ الاستراتيجية بشكل فعال، قد يساهم في تطوير هذا القطاع وتوفير وسائل نقل آمنة وفعالة للسكان وكذلك تنشيط السياحة الجبلية عبر استخدام السياح الأجانب والمغاربة لهذه الوسيلة لاكتشاف جمالية جبال المغرب.

قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى