القوات المسلحة الملكية وموقف ضبط النفس.. استراتيجية حكيمة خيّبت آمال الأعداء

محمد منفلوطي_ هبة بريس

أدلى رئيس بعثة المينورسو ألكسندر إيفانكو، بتصريحات لافتة في إحاطته أمام مجلس الأمن الدول حول موضوع الصحراء المغربية، حيث أكد على أن جبهة البوليساريو تواصل ترويجها لمطلب الحرب، رغم عدم تنفيذها لأي هجمات مباشرة ضد القوات المسلحة الملكية المغربية التي تلتزم ولازالت تلتزم بموقف ضبط النفس.

المسؤول الأممي، لم يترك الفرصة تمر دون أن يثني على التعاون الذي تبديه القوات المسلحة الملكية المغربية لعمل بعثة المينورسو، ما يسهم في تيسير مهامها في المنطقة.

موقف ” ضبط النفس” هذا الذي أبانت عنه القوات المسلحة المملكية المغربية، تفاعل معه الكاتب والمحلل عمر الشرقاوي على صفحته الفايسبوكية.

وكتب الشرقاوي بالقول: ” إذا كان لنا أن نضع عنوانا عريضا لجلسة الإحاطة التي عقدها مجلس الأمن أمس، فلن نجد أفضل مما ورد على لسان المسؤول الروسي ألكسندر إيفانكو، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة “المينورسو”، الذي نوه أمام أعضاء مجلس الأمن بالتزام القوات المسلحة الملكية بموقف “ضبط النفس”.

وأضاف الشرقاوي بالقول: ” طبعا عبارة ضبط النفس في عقيدة الجيش المغربي تعني الكثير، لعل أقلها:
* إن ضبط النفس تعني قرارا متعمدا للحد من استخدام القوة العسكرية غير المتناسبة.
* ضبط النفس تعني كذلك أن حرارة الجيش المغربي كقوة إقليمية لا تحركها ذبذبات صوتية واطلاق بعض الخارطوشات الباردة من مسلحي الانفصال وداعميه.
* ضبط النفس تعني كذلك، حفاظ القوات المسلحة الملكية على حد أدنى من المسؤولية واحترام الاتفاقات الأممية حتى في خضم بعض مظاهر التطاول.
* ضبط النفس تعني كذلك، أن القوات المسلحة الملكية بامكانها حسم المواجهة سريعا على الأرض كما وقع مع تحرير معبر الگرگرات لكنها تضبط نفسها لفتح المجال لشرعية الدولية والخيارات الديبلوماسية في إطار السيادة الوطنية.
* ضبط النفس تعني أيضا، أنه ليس هناك ما يستوجب ترك الجيش المغربي لدائرة الهدوء، مادام أنه في مجاله السيادي وبعيد عن أي خطر محدق.
* ضبط النفس لا تعني الجبن في المواجهة بقدر ما تعني أن اللجوء للخيار العسكري سيكون الخيار الأخير الذي لا يمكن التراجع عنه بعد ذلك.
* ضبط النفس تعني دفع أعداء الوحدة الترابية لمراكمة الأخطاء والخروقات، حتى تكون للقوات المسلحة الملكية شرعية أممية في الرد على تجاوز يتحول إلى تهديد.

وختم الشرقاوي تدوينته إلى حد القول بأن الجيش المغربي أعطى للأمم المتحدة درسا في المسؤولية وضبط النفس لكي تقوم بعملها بفعالية ولحسم هذا النزاع المفتعل بالطرق الديبلوماسية والسلمية قبل أن تُضطر قواتنا المسلحة لإطلاق العنان لنفسها.

وارتباطا بموضوع الصحراء المغربية، فقد زفّ الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ” عمر هلال”، أخبارا سارة التقطها المغاربة داخل أرض الوطن وخارجه بنوع من الارتياح، ذلك أن الرجل قال إن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على إغلاق ملف الصحراء المغربية نهائيا.

وأضاف عمر هلال أمس الاثنين، أن المغرب يأمل أن يتم الاحتفال بالنهاية السعيدة لهذا النزاع، وإلى الأبد، خلال الذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء.

يأتي ذلك في ظل الانتصارات المتواصلة التي حققتها الدبلوماسية المغربية في تعاطيها مع ملف الصحراء المغربية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس حفظه الله، آخرها الصفعة القوية التي لقيها نظام الكابرانات إثر الاعلان عن القرار التاريخي والموقف الثابت للرئيس الأمريكي”دونالد ترامب” في ولايته الثانية والذي أعاد التأكيد مجددا على موقف بلاده الداعم لمغربية الصحراء وتثبيت خيار الحكم الذاتي كحل منصف وعادل لانهاء هذا الصراع الإقليمي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى