
القضاء الفرنسي يفتح تحقيقًا في “محاولة اغتيال إرهابي” يستهدف معارضًا جزائريًا
هبة بريس
أطلقت السلطات القضائية الفرنسية تحقيقات موسعة في قضية توصف بـ”العمل الإرهابي”، تتعلق بمحاولة خطف واغتيال الناشط الجزائري المعارض أمير بوقطاية (المعروف إعلامياً باسم “أمير دي زاد”). وتشير الأدلة الأولية إلى ضلوع أجهزة أمنية جزائرية في التخطيط لهذه العملية، التي تم الكشف عنها بعد تحقيقات استمرت عدة أشهر.
عملية أمنية دقيقة
ووفقاً لصحيفة Le Parisien الفرنسية، فإن فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الفرنسية قامت يوم الثامن من أبريل الجاري بعملية أمنية دقيقة أسفرت عن توقيف أربعة مشتبه بهم.
ويواجه الموقوفون تهم التخطيط لاختطاف واغتيال شخصية معارضة للنظام الجزائري تقيم في فرنسا كلاجئة سياسية.
تفاصيل المؤامرة
وتكشف التحقيقات أن المشتبه بهم خططوا لتنفيذ عملية الاختطاف في التاسع والعشرين من أبريل الماضي، حيث اقتربوا من الضحية مدعين أنهم عناصر شرطة، قبل أن يحاولوا تخديره ونقله داخل حاوية شحن. إلا أن العملية باءت بالفشل بسبب أخطاء تنفيذية، حيث تم العثور على الضحية لاحقاً في إحدى الغابات الفرنسية في ظروف غامضة.
وتشير وثائق التحقيق إلى أن خطة الاغتيال هذه تم إعدادها بدقة، حيث تم تجنيد عناصر محلية وتوفير إمكانيات لوجستية متكاملة.
كما تكشف التحقيقات عن وجود شبكة تجسس جزائرية تعمل على الأراضي الفرنسية، كان قد تم الكشف عن جزء منها في دجنبر الماضي مع توقيف موظف في وزارة الاقتصاد الفرنسية بتهمة تسريب معلومات سرية عن لاجئين جزائريين.
خلفية الضحية ودلالات القضية
ويعد أمير بوقطاية من أبرز الناشطين المعارضين للنظام الجزائري، حيث اكتسب شهرة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بفضل تحليلاته السياسية الجريئة وفضحه لملفات فساد.
وقد أصدرت السلطات الجزائرية بحقه سبع مذكرات توقيف دولية، إلا أن القضاء الفرنسي رفض تسليمه مراعاةً لوضعه كلاجئ سياسي.
وتكتسب هذه القضية حساسية خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين باريس والجزائر، حيث يرى مراقبون أنها قد تشكل منعطفاً خطيراً في مسار هذه العلاقات.
كما تثير تساؤلات حول مدى احترام الدول لسيادة بعضها البعض وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
تطورات التحقيق والتداعيات المتوقعة
وما زال التحقيق جارياً تحت إشراف القضاء المختص بقضايا الإرهاب، حيث يتم فحص جميع الأدلة والروابط المحتملة مع أجهزة أمنية جزائرية.
وفي انتظار نتائج التحقيقات النهائية، تتجه الأنظار إلى ردود الفعل الرسمية من الجانب الجزائري، وكذلك إلى التداعيات الدبلوماسية المحتملة لهذه القضية الحساسة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X